عبد الرحمن بجاش
4 ابريل 2018
 
أنهت كلامها : ابو بكر ملك لنا جميعا..  
أتى صوتها صادقا من هناك، على المحيط الأطلسي، حيث بلاد المغرب يسكن قلوبنا.. 
قالت : بالصدفة سمعت أبوبكر يوما، ومن لحظتها اتابع أخبار اليمن، عجيب أن ينفذ إلى قلبك وطن، من خلال صوت 
قلت : اسمعي ل..ول...وووو، قالت: أعرفهم بدرجات مختلفة ….بس أبو بكر، الله يرحمه لا ينافسه أحد في قلبي ...علوي أيضا متميز الله يرحمه 
انتظر كتابتك حول العملاق ، هكذا قالت، وقد قلت إنني إلى اللحظة لم أكتب تهيبا ...يلزمني لغة استثنائية للكتابة عنه..  
فعلا - قالت - لأنه استثنائي ...كامل جامع ...آسر أيضا 
قلت : سأنتظر لحظة شجن قصوى، وسأكتب..  
قالت: أي والله، هذا هو المطلوب ...أجمل ما فيه أنك تتحدث عنه بقلبك وعقلك، لأنه مثقف وراقي 
كنت قد قلت في عمود سابق:  
….وكرامه مرسال حين يغني فيبكي أبوبكر، فيعني أنه هيج الأشجان، ومن يستطيع أن يهيجها (( ريم اليمن ))، تقول تلك المغاربية : (( فمفيش )) من غناها مثل مرسال …
غادرنا أبو بكر في لحظة ظالمة، هكذا وصف نجلي الأصغر حسام اللحظة التي رحل فيها الصوت الكبير والطاغي من المغرب العربي إلى الخليج ، وحتى أقصى نقطة من حضرموت، الأرض التي أنجبت الكلمة والصوت، ولتوي انهيت الاستماع لأغنيتة كلمات ولحن (( يا سمار )) ، وهي أغنية أنا اقف مشدوها، إذ أسمعها، يتعين علي لحظتها أن تكون أذني استثنائيتين ….أما إذا دندن قلبي: ما يحلى السمر إلا بصوت الدان، فلك الله يا من تهوى أبو أصيل ….
(( يا دوب ..مرت علي ..أربعة وعشرين ساعة )) ...لك الله يا زمن ، حيث توقفت هناك في مدخل مقهى النجم للشيباني ، كان ذكيا ، ودعى نجمة قلب تعز (( حسونه )) ، لتبيع أسطوانات أبو بكر بأغنية يا دوب ، فكنت لا تدري هل يأتون لاقتناء أبوبكر أم للتجوال في عيني حسونه !!! ، لكن كليهما يستحق ، هو الصوت ، وهي الصورة ، هي تعز الاخضرار يومها ، طبيعة ، وقلبا ، وعقلا …
يومها في تعز ومن أفواه النساء والرجال كان لا حديث لهم سوى مشهد حسونه تركب الدراجة النارية حق المريسي ، النساء يشتعلن غيره ، والرجال كل يشكلها حسب اللحظة …!!!.
يظل أبو بكر يمنيا مظلوما، لم يأخذ حقه من التكريم ، وإن المعنوي ، أو لأننا لم نعرفه ، كما هو الحال مع أيوب ، الذي انبهرنا بمقالة للأديب الصديق صديق عبد المجيد التركي شعبان البوقي من صعيد مصر اليمنية ، والذي قالها : أيوب ليس مغنيا، ففتحنا أفواهنا دهشه ...وكأننا نعرف ايوب لاول مره ، ثقتنا دائما بانفسنا موضع شك !!!!....
أنا محب وعاشق لصوت أبو بكر ، إلا أن مفاجأتي بمن يتابعه في المغرب العربي أكثر منا، أكثر ادهاشا …
ماذا أقول سوى :
(( يا لهفة المشتاق ..شوقي ما انطفى ..يلهب لهيب النار))
 

حول الموقع

البيت اليمني للموسيقى والفنون منظمة مجتمع مدني تُعنى بالموسيقى والفنون.